٦.١٠.٢٠٠٧
ترنيمات للسكن ( 1 ) ما قبل السكنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما قبل السكن
ملل مدمر , تعزي نفسك بان افضل ما فى القهوة اخرها .. لكنك تتوقف فجأة وتجلس ارضاً , والجميع يتحلق حولك .. تقرر بأنك لم تعد تريد " مش لاعب " خيال عابر عن كل ما اردت رؤيته .. ورأيته , وخطوك الملول فى النهاية للرحيل ..و لأنك التغيير القادم تضطر لتحمل سوء الأشياء , ولهذا ولدت بساعة مباركة , الصدفة البحتة التى جمعت والديك , وكل الخطوات القدرية التى اتت بك لهذه النافذة لتكون انت التغيير .. لكنك تتعلم بأسوأ الطرق ..ان الحياة ليست خلفية لك .. انت هو الكومبارس ..
الأختيار ..
لا احد مجبر على اى شئ , نحن نختار فقط ان نفقد الاختيار .. نجد له مبرر ظريف نعلقه على ابواب الفشل ,وفى النهايه نضطر لترك كل شئ لأننا " نختار " ان نختار الا نكون محل اجبار .. وتنسى نكتة التغيير بينما تتعلم واجباتك كترس غير مؤثر فى العالم , ويبدأ الحديث عن التكيف , التقوقع , ولا يكفى موافقتك على ان الانسان أصله بطيخة .. عليك ان تقتنع ..
ناموسة..
تلال من الكتب المعتقة بانتظارك , لكن الكلمات تملأك .. تفيض من عقلك .. تبتلعك , تلتهمك , تلقى بالكتاب ارضاً وتحاول الافلات منه ,تهرب من اوطان لن تصبح منها ابداً , تحتوى الريموت كنترول بعشر أصابع , تداعبه بألية بينما تتابع ببصرك ناموسة زنانة اخترقت حصار أسلاك النوافذ والستائر , تتذكر امنية دفينة بأن تصبح جنية .. تناسى الامر و تتفرغ لتحسدها لأنها تستطيع الطيران رغم انها ناموسة .. وانت لا ..
لاذع ..
تغير على التلاجة .. صودا والمزيد من الصودا ولكنها لا تطفئ لهيب مشتعل .. تعتصر الليمون بفنجان صغير , لكن لذوعتك تؤذيه .. تتناول كيس كبير من المقرمشات الايطالية , تتخير ركناً بعيد عن بقية الافراد .. أقرب كرسى للتلفاز المطفأ وعيناك لا تفارق الشاشه الميتة, ترفع قدميك على طاولته وكتابك مستقر بحضنك بالمقلوب , تفشل فى العثور على مبتغاك فى الكيس الاول فتتناول الثانى محاولاً استخدام طاقتك الداخلية للعثور على مقرمشتين متشابهتين ..
ارهاق ..
تعلم انك كبطل رواية لم تقرأها لكنك فهمت مضمونها .. لن تتجسد الا بخدمة تقضيها لأنسان .. تعلم داخلك بانك أنانى تفعلها لتشعر انك تشعر , للقرب المقدس .. لكنك فى النهاية تفعلها .. فالوقت ان لم تمر به مر عليك , تحمل وقتك فى الجعبة المرقعه وتلقيها على أحد مكاتب المؤسسات الخدمية .. ملل , ملل , المزيد من الملل , روتين , ويظل الفقراء فقراء , وتظل أقصى احلام امرآة تسكن فى بير سلم " ازازة زيت وكيس سكر" , وتظل ام خيرى واثقة بأنها لن تقرأ مهما حاولت بمحو الأمية .. تحاول اقناعها .. ربما تنجح ... لكنها اقنعتك أولا ً ...
سينصحك صديقك الصدوق بعدم تناول المهدئات , والمنومات .. سيتبسم بسخرية .. لم تفده بشئ , الحل الوحيد هو العمل , الارهاق , التعب والكد , ودعاء بالصبر فى جوف الليل .. تقتنع لوهلة وتتركه يقضى على طاقتك الهوجاء ..فى العادة يختار الركض صباحاً , والاوبرا الليلية ثم السينما , تمارسان التراهق حتى النوم ..
بطيخة ..
يراوغك طوال الوقت .. تموت مللاً فى انتظاره , تنام عيناك أولاً لكن البطيخة تظل واعية لكل حدث , لم تكتفى بعد .. لم تشبع بعد .. تتسائل هل من مزيد !
ولا من مزيد .. تجبر نفسك على التقوقع تحت غطاء يعابث فيه توم جيرى , تتبسم , تعطى عيناك المرهقتين الاوردر اخيراً .. وتـ ـنـ ا م .. أو لا تنام , ليست هنا المشكلة .
لأنك لا شئ ..
ربما يفلت من الملل يوم .. تعمل فيه وتجهز له فيصيروا يومان .. تعود للبيت مبتسماً , تنام لأول مرة منذ اشهر نوم طبيعى , بلا كوابيس , بلا اجبار , بلا قلق , أو ارهاق يصيبك فى الصباح وكأنك لم تنم ..
لكن اليوم التالى يأتى , وتفكر بأن سواك بإمكانهم احتلال مكانك و فى اى وقت , ربما ليكونوا افضل ايضاً , تراقب القهوة تفور , تنقذ المتبقى منها وتتناولها لتستطيع فقط الاحتفاظ بجفنك فى وضع ثابت , وتحمل صراخ الوالدة التى يسوئها نومك المتأخر , وعدم لحاقك بصلاة الفجر , والقهوة التى ستقتل معدتك المرقعه كملابس المهرج الفقير , ومنظرك " الاغبر " بنظرة الخواء بعينيك وكأن العالم انتهى وانت فى الـ عـ ـشـ ـريـ ـنـ ـا ت ..
تتحمل صراخها جراء طبق السلطة الذى كلفتك بإعداده ووقفت أمامه ساعة ونصف تحاول تقطيعه بقوتك الداخلية التى ابتلعت حياتك .. تختار ان تصمت وألا تؤذيها بإجابة من عمق معاناة لا تفهمها انت نفسك ..
نزهة ..
تخرج , يتلقفك البحر .. يدوايك .. تظل تسير وتسير وتسير .. ويظل يحاول , موكا سخنة .. ايس كريم .. او قطعة جاتوه شيكولاته بالشيكولاته تتناولها بأصابعك فى فخر وتعجز عن اكمالها بعد ما لونت بها اسنانك وملابسك ايضاً , تعلو ألحان صاخبة بلغة غير مفهومة يصمم عليها واضعها لأعطائك الايحاء بأنك فى مكان غير ..
اللون الاصفر فى كل مكان و كأنك زائر فى لوحة لدالى , تتبسم حين ترى الاستمتاع على وجوههم , ويقتحم قلبك صوت الضحكات الصافى رغم كل شئ , مائدة منزوية تحتوى الجميع فى أحد الأركان , اعلى درجة رقى من التهييس الجماعى , والمواقف الغبية التى تظن بأنها لا تنتهى أبداً .. تعلم ان الدقائق احياناً اجمل , طالما ابقاهم الله بجوارك ..
جمرة ..
تقابل صدفة – كما يطلقون عليها – تعبر بحياتك الى افق لم تعرفه من قبل , يتغير الروتين قليلاً .. يحتويك السرير فى حنو , تدرك بأنك الليلة لن تركض فى المنام خلف ما لا تدريه , او يركض وراءك ما لن تدريه .. تـــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام ..
تستيقظ سعيد لأن الجميع بخير , لأن الخبر السئ لم يأتى بعد , تدرك فجأة بأن جمرة سعادتك أصغر من ان تمد العالم بالدفء الذى تريده ..
مؤثرات خارجيه ..
لا تكتفى بتجاهل معظم اصدقائك الذين سيعاملونك كما لو كنت أنت , ولا تكتفى بإطفاء النغمة التى تجرحك بصوتها واختراقها لحياتك فى وقت تكاد تجن فيه من صخبك .. لكنك تدفنه بدرج ما .. لا تغلقه كليةً فقد يحدث شيئاً هاما رغم كل شئ ..
تقرر ..
تفكر ان تقرر ان تموت , وان قررت فهذا بالتالى مقدر وهكذا لن يكون فيه كفر لأنه اصلا مقدر .. ان افترضنا بأن هذا صح , وان هذا هو الجانب الوحيد للقضية وهذا خطأ بالمناسبة .. يكفى هذا اليوم ولننتظر البقية .. غد ..ربما بعد الغد .. وربما ابداً ..