أرض الغجر

٩.٠٥.٢٠٠٦

بــــيــت الــجــدة

بـــيـــت الـــجــــدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى بيت الجدة كلب الجارة ينبح دوماً فوق السطـح ..
تفترش الأرض الإسفلتية لتشكل حلوى بهيئة نسر ..
لا تـشعـــر بهـواء بـارد يـخـسـر دومـاً حـربـه مـعـهـا ..
***
أخذت منا الجدة قديماً عــهــد ..
حين نكون بعمق الدنيا لديهـا ..
لا نٌدخل وسوسة الـشـيـطان ..
لكنا بلا عهد هذا ما كنا نتمنى .
***
ساعات نتجاهل فيها حتى الأحلام ..
ودقيقات تنسينا من الأفكار جَهدٍ و زخام ..
فـرح كـالـبرق يـدوى داخـل أربـع جـدران ..

لا تتخيل إن جنون البـيت لـوهـلة يـسكن ..
البيت المتمايل يختال على بيوت الجيران ..
وجن صغار تتعثر خطواتك بهم بكل الاركان ..
صخب وبالون أحمر فوق الشيب أجاد الطيران ..

تتنكر أثـيــنـا وإيــزيــس بـجسد الـجدة ..
ننسى بعمق الجذر لديها كل الجزئيات ..
***
أما فى هذا اليوم ...
إشتقتك فى عين الـجـدة .
***
ظِـل القمر المـترامى يضئ الجسـر ..
يجذب من أسفله الماء قليلا فيبللنا ..
مرح الأطـفـال حـول الـنـار الـوهـمية ..
وجه الجد المتغضن دوماً بالترحيب ..
***
ارقب نجمة..
تسخر منى و تهتف باسمك ..
تـلقى بحـجـراً مـن كلـمـاتـك ..
أغضب وأعاتبها وأغار ..
لها كانت أم لى !
***
عند الجدة ...
غرفة لطير بطابق أعلى نلهو معه كل نهار ..
نسرق بيضه ونسابق إلى أسفل كالإعصار ..

عند الجدة ...
ديك أحمر يوقظنا ليصلى بنا الـجـد .

عند الجدة ...
برج حمام يرسم فى العودة شكل البيت ..
***
سألتـنـى حـيـن رفـضـت الـلـحم المطهو ..
من أجلك يا جدة سرت نباتية ..
ضـحكت حـتـى كادت تشهق ..
يعيش دجـاجـى لإيـلام الأرض !

جمعتنا فى حلقة كـبـار وصغار ..
يا أبـنـائى كرمـنـا رب الأكــوان ..
ودجاجاتى تعرف إن وظيفتها طعام ..

يا جدة ..
لما لا نحصل على غربان ؟

جيل أحمق !
لم أسأل والدتى يوماً ..
لما لم نحصل على طير أسود ..
لكنى سأخبركم ..
حرمه الله وذى الاظفر ..

كُل غروب كانت تسأل حين أنسل ..
فـأجـيـــب بـبـسمـة..
لأزور الـطـيـر ..

تضحك وتعيد الـقـصة ..
أخر طير لديها مات ..
كل زيارة مكان الدفن ..
تحكـى لـه مـا فـــات ..
***
أتت الجارة ركضاً ..
وتغضن وجه الجدة ببسمة :
لن أعطيك اليوم دقيق ..
فالجن يريد خبز ساخن بالسكر .

يا جــدة ...
لن أعطيك ذرة مشوية ..
فالجن يؤدى طقوسه اليومية .


يا جدة الطـاعون أكل الطير لـدى ..
يا جدة أبـغـى دواء غـير النـيـران ..
يا جدة الأوز يتيه مريضاً بالطرقات ..

يا جــدة ..

***
ركضت جدة بعمر الأرض نحو الأعلى ..
كــــان الــطــيــر يــحـلـق أعـلـى ..
ودجـاجـاتـهـا تـنــقـر حـب الأرض ..
والبطة تداعب بالمنقار أخر بيضة ..

ضحكت حتى خاف عليها البط ..
.كـدت أصـدق تلك الخَرِفة
***
لم نمنعهم حين اقتحموا ..
وتركـنـاهم حتـى صعدوا ..
لم نحمى بــيـت الـجـدة ..
كمحارب وثق ..فخنا .
سألت :
من أدخل بـيـت الجدة الشيطــان ؟

أتت النجمة غضـبى و باحت عنك ..
***
كــــــان الـــــعــــهــــد .

لم أعلم إن الشيـطان يـتـنـكـر يـا جــدة ..

كــــــان الـــــعــــهــــد .

لم أعلم إن الأبيض حتى الأزرق يفسده ..

كــــــان الـــــعــــهــــد .

رفقاً بكِ يا جدة .
***
كــان الــعــهـــد ..

وكــان الـبـيـت ..

وكانـت جـدة
.
بقلم فوزية

Posted by شــغــف :: ١٢:٠٠:٠٠ ص :: 9 Comments:

Post a Comment

---------------oOo---------------