أرض الغجر

٣.١٩.٢٠٠٧

لحظة ادمية

تحرير القدرات الشجاعه الطائشة فينا

قابلته واصطدما على درج احد محطات القطار.. اعتذر لكنها استوقفته ..
"اعرف اننا لم نفعل هذا من قبل .. اصطدمنا وانتهى الامر , لا اريد ان اكون كالنملة الشغالة ,نعبر دون ان يكون هناك شئ ادمى بيننا , اريد لحظة ادمية , اريد ان اراك وترانى , لا اريد ان اتحول لنملة شغالة "
( walking life )
والنص غير كامل walking lifeمن فيلم


******
ملل ملل ملل ..
تركت صديقة ملولة اخرى رفضت مشاركتها السير .. تتذكر طعم الموكا بالشيكولاته .. تقرر المسير وحدها حتى الشعور بالتعب , مازال الوقت باكرا على العودة لطقوس البيت الليلية , والاستعداد لختم اليوم ليبدأ اخر .. تسير , تسير .. تعبر الترام وهى تتسائل , ماذا يحدث ان توقفت لبرهة امام القضبان .. لن يحدث شئ .. امر ممل اخر .. تغرق كفيها بجيبيها فى ملل وتكمل المسير ببطء شديد وكأنها تتنزه على الرصيف .. شئ احمر يلتمع فى فاترينة ما .. تراه وتكمل المسير .. تحاول تذكر ما كان ولكنها تفشل .. تحاول المسير على حافة الرصيف مربع تلو الاخر .. مثل العمر ..
تلتصق برصيف المنطقة العسكرية .. ربما يصرخ جهاز الاستشعار الحرارى قفتحول المنطقة الى منطقة امنية وتنطلق صافرات الانذار , لتقف رافعة يدها فى الهواء تكتم سخريه مريرة .. .. منذ متى كفت عن مراقبة الحياة على وجوه العابرين .. لم تعد تذكر ..
" لو سمحتِ .. لو سمحتِ "
تجاهلت النداء ويديها تغوصان بعمق جيبيها اكثر .. تفكر بألا تفكر أن تفكر
" لو سمحتِ .. لو سمحتِ "
لم تتوقف , ولكنها التفتت نصف التفاته
" نعم "
" اروح ونجت ازاى "
" اطلع على البحر , ويا يمين يا شمال "
"الا تعلمين ؟"
" المحطات فى اسكندرية متقاربة بشكل مستفز "
" لست من هنا , جئت لاستلام عملى فى البحر , ولكن مبكراً جداً , اتخمنين عملى !! "
تفكر .. لا بأس
" ظابط بحرى بالتأكيد "
تفكر .. اكرههم اكرههم اكرههم
" والسبب "
" لن يعطوك وظيفة السمكة "
ابتسما ..
" انا زهقان "
" ليس اكثر "
" ابحث عمن احدثه فى الطريق , بعد انتهائى من جميع افلام السينما وحدى "
" من لا يشعر بالملل , إناس يبحثون عن الحقيقة , واخرون عن الحياة , والنهاية واحد .. لا شئ , رأيت فيلم بأسم واكنج لايف .... "
" امر طبيعى , ................. "
جلست تمارس عليها الاستنطاق كأى صديقة تحترم نفسها
- وبعد ؟
- لا شئ
-ماذا حدث ؟
- ظللنا نسير ونسير , كاد يسقط من التعب ولكن الامر لم يهمنى , مررنا على تمثال الاسكندر الاكبر , لم يفهم حرف من النص المكتوب خلفه , لم يكن ليستوعب اصلاً مسمى ما فعله , لم يفعل الامر عفوياً , رغبة فجائية بأن تفزعى اول شخص يقابلك بتحرير رغبات دفينه , مثل اثبات رؤيتك له , شعورك الانسانى به .
" لاحظتك منذ مرورك "
" ........ "
" تقابلنا وجهاً لوجه , ثم تبعتك تتوقفين امام فاترينه لم تلاحظى فيها شئ "
- وهذا سئ !
- لم يكن ما اتصوره فقط , للتقارب الانسانى شعور ارقى .. لا اعلم لكنى لم أبه , ورغم كل شئ .. كان الامر .. مملاً
" لأول مرة ارى فتاة تفكر هكذا "
" اعلم "
" لديك فكر غريب "
" اعلم "
" عنيكى حلوة "
تثاؤب
" اعلم "
- يعرف سمعة كرموز عن المخدرات ولا يعرف ان عمود السوارى يقطن هناك , يعرف بحرى لكنه لا يعرف عزة .. يظن بأن ريتشارد جير بطل فورست جامب
- هل يبدو ما حدث مقنعاً ؟ ويستحق التنازل عن مبدأ
- لا يبدو مقنعاً , لكنى فكرت كثيراً بأن الحياة ربما كانت فعلاُ مجرد حلم , او ربما اكون بلحظات ارتحال حلمى .. مررت يوماً بحلم شبيه لهذا بالضبط .. ولكن احساسى فى الحلم كان اروع من الوصف عكس الذى حدث وانا متيقنة بان يدى هى يدى وانى اسير على ارض حقيقة .. لا اعرف .. لا شئ يبدو مقنع ... حين انتهى اليوم وتأكدت بان ما حدث كان حقيقة , ادركت بأن والداى لن يسامحانى على الاغفال .. لا اعتقد بانه مقنعاً ابداً .. ولا يستحق بالطبع التخلى عن الصدق .. لكنى اخترت الا املك قرار الرفض .. اردت رؤية الحياة تسير كما تشاء , بلا افكار مسبقة ولا رفض أو مبادئ وقوانين .
" اسمك فقط "
" لا "
" اكذبى بأى اسم "
" لا"
" خذى رقم هاتفى اذن "
" لا "
" لن اسألك فى اى سلة سترميها "
" ولماذا اجعلك تنتظر مكالمة لن تأتى ؟ "
" اقبل"
" وانا ارفض "
- وبعد ؟
- لا شئ , لم استطع التملص الا بعد تسجيلى لرقم لن اتصل به ابداً , وبعدما عرف اسمى من اول محاولة بعد اعطائى الحرف الاول
- شعورك ؟
- .. كالعادة .. لا شئ , اعتقد بانى اعيش لحظات برزخية بين الموت والحياة .. اى اراء اخرى !!
- لا .. واحمد الله على هذا
الفيلم فعلاً اعجب من الخيال , قناة الأم بى سى دايماً تجيبه الساعه 2 بالليل , مش عارفه حد شافه ولا لأ , بس لمريدى الفلسفة الفيلم اعجوبة .

Posted by شــغــف :: ٦:٥٣:٠٠ م :: 6 Comments:

Post a Comment

---------------oOo---------------