٤.٠٤.٢٠٠٧
عفوكم ولكنه العنوان - قـــئمقدمة لابد منها
قررت يومها ان اكتب هذه التدوينة , لم أتيقن قط من امكانية نشرها , لكننا ها هنا لذا ..
أولاً
موضوع مقرف شوية , لو حساس/ة بلاش منه عشان ضميرى ما يستحملش ملامح اشمئناط تكون صاحبته السبب فيها
ثانياً
ولو قريت/ى أول كلمة ممنوع تتقال هى " ألف سلامة " لأن اسخف شئ هو اكلشيهات المواقف
ثالثاً
ااحم .. انا كنت فاضية ففلسفتها حبتين
قــــ ـئ
........
متى بدأ الأمر لأول مرة ! لا اذكر بالضبط , ربما بدايات 2005 .. شعور يتأقلم مع حياتك , أو تتأقلم أنت مع حياته , يتبدى , يتجسد
هذا الاحساس بانك الأن , الأن ستتقيأ , ربما يستطيع ان يفاجئ هذا الشعور اى انسان لكن ليس أنا , كان اذا تاخر أنتظره كعاشق احترف الانتظار ..
قبل بدايات رمضان 2005 بأسابيع كانت والدتى غاضبة لسبب لا اذكره , عدت للبيت لأتناول غداء طال انتظاره احد انواعه كان كشرى , واللى فكرنى بذكريات قديمة عن انا ميشو بتاع محطة مصر , بعد الكلية , انا وهى وسلطة البطاطس اللى على شكل وش بيضحك , وكام سنه ماقربتش للمكان ده بعد ما علقت منى عمداً . قررت يومها ان اكتب هذه التدوينة , لم أتيقن قط من امكانية نشرها , لكننا ها هنا ...
انك تنام وماتنامش .
واثقة من ان عقلى شات داون ومع ذلك ظلت مشاهد الغرفة تتغير , يميناً يساراً , يميناً يسارا ً . حتى النهوض, انظر لى فى المرآة لكنى لا أجد الاجابة , افتح الماء البارد عله يخفف ما لا ادريه , اعود لسريرى ساخرة من انذار كاذب , احاول النوم , افكر , اذكر بالتفصيل فى ماذا , وربما بالألوان , استمر فى الرحلة المقدسة والفكرة تتبدد تحت وطأة انذار كاذب أخر , الست الوالدة تقطع خصامها وربما تظن بأنها بهذا تنهى عقابى , تناولنى دواء ما من الذى ارفضه على الدوام , احيانا تتصل والدتى لتأكد من تناولى الدواء , لست الوحيدة التى تكره تناول الادوية وتراها عبودية هه ! المهم بعد معاناة ثارت معدتى لتحقق مبتغاها , تقيأت كل شئ حتى الدواء, ماء بارد بارد - بعد ما كنت حنور من السخونية- نظرت للمرآة اهنئنى بالانتهاء .
بداية
تظن بان الاشياء قد انتهت , لكنها تصبح مجرد البداية , تتكرر الرحلة المقدسة , تتلوى معدتى وتتشنج وكأنه صرع معوى , اشعر بها تحاول لفظ شئ ما , الفظها والفظ انا ميشو , ومحطة مصر بأكملها , ورغم احتبائى على المقعد الاسود بالقرب من البوابة السيراميكية تتشكل فى عقلى الكلمات الى ظنها ابراهيم خليل غزل فى صنبور المياه .
اتردد
بين سرير فى الظلمة ..
وبين الاوهام ..
أترنح ليلاً...
لا أعلم ..
أتقيأ دمـاً ..
أم ألـماً ..
أم حـــــــــــــب .
تبدأ رحلة الاعشاب , التى تقرر ان الحرارة بمعدتى لا تناسب مصيفها , اتجاهلها وافكر , لون غرفتى الجديد بعد انتهاء العَمرَة , أول محاضرة فى التمهيدى , الـ21 , الميلاد الجديد , بالتأكيد سينتهى بدقيقة ما .
جسدى يستصرخ ..
يــــتــــــألــــــــــم ..
أرجــــو الإعــفـــاء ..
لكنه لا ينتهى . صار الطعام ممنوعاً , وكأن ماى استوميكا اصبحت حساسة لكينونة الطعام , اذكر اسابيع من الشيكولاته , السادة فى الافطار , والبندق فى الغداء , و عشاء مزيج من الاثنين ,لا افهم ما يحدث , ولكنى اعتمد على الزمن . صممت والدتى على الرحلة المكوكية لكوكب الاطباء , وطبيب تلو الاخر , اذكر انى توقفت عن العد بعد التالت , واتفقت التشخيصات على الانف والاذن والحنجرة - كانوا مقتنعين ان مع التغاضى عن الحساسية والجيوب الانفيه - هناك من افسد الكونيكشن بين الجهازى التنفسى والهضمى , لكن مفيش فايدة , عليك استيعاب الامر الذى قد يحدث بأى وقت , السينما , أو فى مكتب رئيس القسم , فى اى مكان , عليك فقط ترويضه , تدريجياً اعتاد الشعور الداخلى بالرفض , انها فقط تمارس حقها الطبيعى فى الحب .. والكره .
جائزتى بين الأبطال دوار ..
ومـــــــــــــــــــــــــدار ...
أسقط منه خلف الأسوار ..
الكافيين
كمية رهيبة من الكافيين , بغض النظر عن الكوكولاته, القهوة فى الصباح , والنسكافيه والشاى وربما تعددت مرات الثانى , صودا صودا والمزيد من الصودا , لا اذكر ماذا كنت افعل , يمينا , يسارا , اشعل الضوء , رواية ما , ارميها ارضاً , والتصق بالحائط البارد , رغم البرودة أكاد احترق ..
تجعلنى أتيه ..
كخريف يتدلى متطفل بفصول العام .
هلام احمر
انظر حولى , على الاعتماد على نفسى , لن اوقظ احد , لن اتصل بأحد .. اسبرين , اكره الدواء بشدة , بيقولوا عليه مسكن , اتناول الاولى , اتذكر رواية اللهب الازرق لدكتور احمد خالد , وافكر بانى ساحترق الأن ..
اتناول اخرى و انا لا اعلم أبسط القواعد " الاسبرين اضر شئ للمعدة " وبدأ الحفل واشتعلت الصواريخ فى فضاء الغرفة , وتوطنت بالغرفة السيراميكية , لوحات سيرياليه تحكى قصص لا اعرفها , أفكر قليلاً لأجد بانى تناولت كل ما كان على تجنبه , طالما وضعت خطة لتناول الكافيين , فمالذى حدث ! طالما كرهت الكرامل .. قاسى , اقضمه بقوة فيلتف على اصابعى كأفعى نحاسية من قصة يونانية ,وحين اتناوله يصدر اصواتاً خليعة كدقات كعاب الراقصة , وحين يقرر الاحتلال والذوبان , يترك أثراً أحمق - جوا الدِرس - فلا تسطيع لفظه ولا تقدر على ابتلاعه , أترنح فى الرحلة الابدية بين الابواب , يصمم داخلى على ثورته , ارى الاحتجاج بلون الدم , علمت منذ بالبداية بأنه تطهير , لم يكن طعاماً قط , كل الاعوام , كل الاحلام , أتقيأ من جديد .. سائل هلامى الا من اللون الاحمر .
أتنقل بين ضحايا الألام ..
كُـــــلاً بــالإســـم ..
حقنة مش حتنكسر
نصلى الفجر , وتاكسى للمشفى القريب , مناديل والكثير من المناديل , اليسا تسير على الماء بتليفزيون صغير فى قاعة الاستقبال, كنت واثقة من رؤيتها , لكنى لم اسمع شئ , تركز كل اهتمامى على الطبيب الذى لم أرى وجهه , بالتاكيد يعلم , لأنى لا اعلم , يحاول الطبيب " ديرى وشك " , حاولت اخباره " يا عم خلص " لم استطع الحديث , لأول مرة لم أفكر برحلة الحقنة داخل مليمترات الجلد المسكين , ولا الهدوء الذى سأتظاهر به حين تتحطم الابره بداخلى , تضاءلت كل المخاوف , نظرت اليها كانها النجاة حتى ان اضطرار الطبيب لتخفيف الدواء أولا بدمى ثم اعادته الى لم يلفت نظرى, رحلت محملة بالاحباط " الدكاترة فعلاً عُبط " لا زال الألم" برتقاله افرغوها الا من الجلد الابيض الرقيق الذى اصبح هو الدائرى وانطوى اللون الاورانجى للداخل .
وحدى أجوب عنابر مرضى ..
أتـــــوســل إسـم ..
سرير الوالدة , مشهد عابر لها تجلس متكئة تراقبنى , شهقات , رحلات مقدسة نحو الغرفة السيراميكة ورفيقى الصنبور , رائحة المرض .
ليتحول الأمر لأسوأ ألم , وثورة روح , وشعور ممتع بالقئ يلازمنى مادمت اعيش ... وأخطئ .
لا المرض له إسم ..
لا طبيبى له إسم ..
ولم يعرف الاطباء ما يحدث , حتى تفتق مخ احداهم على " المنظار " احد اشكال الانتهاك , حقنة تخدير لم تخف عنى الاحساس بالشئ الذى اخترق فمى ليطوف بمعدتى فى استكشاف مؤلم وجارح , فى المرة الثانية لارتكاب هذا المنظار بحقى لم اشعر بشئ وادركت بان طبيبى الأول احمق , لكنها المرة الاولى , دوماً الاصعب , لا تعود حياتك بعدها كما كانت ابداً .
ونـهـايـة أمـرى ....
بـقـلم الحُمـرة ...
جــــثــــة بـــلا إســــــــم .