أرض الغجر

٨.٠٨.٢٠٠٦

والكل واقف بيقول هش ..


بشكل ما هذا البوست رد على تعليقات البوست الماضى , وبنفس الوقت .. مجرد وجهة نظر.
تعجبنى التعبيرات المختصرة جداً .. مثل تعبير( ايمو) المعبر " هع هع " اما (عبدو باشا) و(شادى) وجميع المؤمنين بأهمية المظاهرات .. انا لا اقلل من اهميتها بل واشعر بالحزن حين تختفى . حضرت مؤتمرين , شاهدت الناس تتفاعل بحق ولكن للا شئ ..كل هذا لن يؤدى لشئ . قبل ظهور صلاح الدين وقبله نور الدين لم تكن هناك مظاهرات , ولكن تجهيزات ..
اريد ان احكى موقف طريف لكن ليس لأطراف الموقف .
فتاة فى الصف الابتدائى عائدة مع والديها من النادى تجرى مع اختها تجاه بهو بنايتهم الواسع تجاه الوالدة المنتظرة على قمة اربع او خمس درجات تجاه البهو الصغير للمصاعد , بعد ان املتا على والديهما قائمة الحلويات من محل صغير امام واجهة البناية بالضبط . كانت الوالدة اخر شئ تراه الصغيرة قبل الكلب الذى انطلق , لم يكن ضخماً ولكن لصغيرة كانت تخاف الخيالات وتؤمن بأنها نجت يوماً من النداهة ,والحيوانات ليست الا ابن فرانكشتين اخر, فإن قفز كلب*على جسدها وهى تسقط ارضاً شئ ...غير لطيف .. فعلاً .
الوالدة كانت الاقرب على درجات السلم .. كانت تتقدم خطوة - فوق السلم - وهى تقول " هش " بس كده, فقط تكرر " هش " حتى أتى الأب راكض ليسجل هدف بالكلب ولكن بدون مرمى , اعتقد ان المسكين اصاب بمعدته مباشرة .
موقف الأم كان عاجز تماماً , بل ربما لم تستعب الامر اصلاً, ولكن بالنسبة للفتاة التى كانت تنظر نحوها باستماته ولم ترى سواها فى اللحظة الحرجة شئ مختلف , الوالدة كان لديها سبب وجيه لتقف بعيداً حزينة وغاضبة .. اممممم .. لا ننسى بأنها كانت تندد وتقول "هش" فى الواقع صار الامر نكتة تتداولها العائلة ولم تفكر الفتاة ابداً بأن الوالدة تركتها ولكن لكل شئ طبيعته ودوره ,لو كان الوالد ايضاً تركها ,ولو كان الوالد غير موجود وتركها الناس فريسة لكلب ولم يتدخلو لصغيرة يعرفها الجميع - وتعد ابنة الجميع - لاختلف الامر كثيراً ,ولكن كلاً قام بما عليه .
لبنان الأن فريسه لحيوانات شيطانية من كوكب اخر اصلاً, وليس الشارع والاهل فقط من تركوها , فلسطين منذ اعوام , افغانستان , الشيشان , العراق , والتاريخ ممتلئ ..
والشارع واقف بيقول "هش" وبس..
مفيش اب زى قطز ياخد زمام المبادرة, ولا اخ زى نور الدين ولا صلاح الدين ,ولا شيخ يربى جيل , ولا مدرس يحكى للأطفال تاريخهم ويشرحلهم المطلوب للمستقبل فيطلع محمد الفاتح , ولا ملك يقول كيف ابكى والقدس اسير , ولا شعب مل وزهق من صبر العواجزوبدل ما يكتفى بأنه يقول لأ عمل حاجه .
البعض بيقول "هش " فى التليفيزون وعلى الاوراق المختومة , والبعض بيقولها فى شارعه وفى بيته , نبكى ونقطع شعونا من الحزن و القهر وبنقول بس
هش .
المأساة اننا بنفتكر اننا كده قضينا واجبنا و نفضل صابرين لحد ما كره الصبر نفسه .

Posted by شــغــف :: ١٢:٣٧:٠٠ ص :: 9 Comments:

Post a Comment

---------------oOo---------------