٦.٢٤.٢٠٠٦
فرسان الأرض .. والدم يلون الحياةمهما طال الزمان .. وابعدتنا المسافات .. يبقى فينا الأمل .. خيط يلف قلوبنا
ها قد ان الاوان لنلون احلى الامنيات .. لنعود للوطن ونزرع فيه الاغنيات
هيا نمشى معاً .. ففى وحدتنا دوما قوة .. بالخير نصنع غدا
لا يبالى بالمصاعب والأخطار
ارضنا يا جوهرة فى السماء .. يا امنا .. نادينا .. وبالارواح نلبى النداء
ذلك الفن .. هذا ما بدأت به مقال يوماً فى الكلية , ولكننى مللت من الدفاع عن هذا الفن الراقى الرائع .. سأتحدث اليوم عن شئ أخر
هذه المقدمة الدائمة لمسلسل فرسان الأرض الكارتونى الذى تعيد إعادته للمرة المش عارفة كام سبيس تون العزيزة .. كم احب هذا المسلسل حيث يبدأ : وسيم " رحلته للبحث عن والدته والبحث عن الجواهر الثمانية التى ستعيد الأرض من جديد , ويقابل اصحاب الجواهرالأخرى بداية من " اشقر " الكلب الألى حتى "جمال " العزيز وهو الشخصية الأقرب الى قلبى
فقد زوجته وعينه التى حلت محلها الجوهرة .. جمال الثائر , المناضل , الوفى . - من التقاليد العائلية ان يختار كلا منا شخصية (ده بتاعى) وكان جمال لى بلا منازع .. منذ أول ظهور له وهو يبدو بطل بحق .. حتى تعابيره التى تظهر غير مكتمله بسبب شعره الذى يخفى نصف وجهه .. مثابرته على قتل جميل الذى قتل زوجه .. الغريب ان لقطات الفلاش باك لحياته الماضية لا تشى بالتحول .. وكأنك لتكون بطلاً بحق عليك ان تدفع الثمن كل ما لديك .. ان تتخلى عن قلبك بكامله , أن تفقد الاحساس بالحب لأى شئ .. ان تفقد الحياة .. ولا يتبقى لديك سوى الغضب .. المرارة .. والحزن ... فتهون نفسك فى سبيل فكرة , أو قضية , أو تتعلق حياتك بكاملها بالانتقام لمن قتلك وتركك تعيش بلا روح ..
احب جمال
حبكة المسلسل كما اذكرها رائعه لن احاول تلخيصه او مشاهدته مجدداً لاستكمال التفاصيل الناقصة . ما لفتنى دوماً ان الجميع مات فى النهاية , ولم يتبقى سوى طفلة صغيرة تروى الحكاية ,وعالم رائع عادت إليه الألوان .
دفع الجميع حياتهم ثمناً . وسيم الذى كان يبحث عن والدته , الفتى منار الذى قاتلت اختى لتأخذه من براثنى حين رأيناه فى التتر قبل ظهور جمال , الفتى الاشقر الذى اخذته ابنة خالى عنوة من اخيها الصغير لتكتشف فى النهايه بأنه فتاة متنكرة .. جميعهم ماتوا ..
لماذا لا تتلون الحياة إلا من دماء الأبطال ؟
اتسائل دوماً .
ولماذا يصبح علينا ان نعيش فى عالم من الفئران , الارانب الملونة , القطط الشاردة , الثعالب الخبيثة , والمستذئبين . ونصبح ليس اكثر من مذاق فى انيابهم .. او حقول تجارب لقردة وافاعى ..
بقدر ما احببت الليمون والشيكولاتة ومنير .. رائحة الذرة المشوية , والبطاطس المشوية تحت النجوم ..
بقدر ما صرت اكره الحياة ..
ربما كان ابراهيم خليل ليخبرنى بأن هذا كفر مقنع .. ولكن ليس هذا العالم الذى خلقنا له الله لنعترض على ارادته . ارسل الله لنا الانبياء كى يعلمونا ما معنى ان يكون ابن ادم انسان يحترم , ويحب, ويسامح, ويفكر ويبتكر , ويسعد .. يحترم انسانيته , ويحب الله والناس , يسامح من أخطأ بحقه سهواً لأنه قد يخطئ وسيتوقع المسامحة .. ليس هذا العالم الذى خلقنا من اجله الله .. رغم ان التفاف النظريات قد يخبرنا بان ربما هذا مكاننا للإصلاح كما كنت اعتقد .. ولكن لا تتغير الحياة بالإرادة ابداً .. ومن قواعد الحياة إن الذئب لا يأكل الا الغنم الشاردة ..
لم اعد افهم شئ , وكأنى فى دريم بارك اقف فى المغاره وارى الالعاب تدور وتقذف بالناس ما بين الحين والاخر فى الهواء ولا احد يرى شئ .. اسعى لإيقاف الألعاب ولكنها قد دارت وانتهى الامر ولا سبيل .
ومعذرة جمال ..
قد طال بنا الزمان .. وابعدتنا المسافات .. وانقطع خيط الأمل .. وسقطت منا قلوبنا .